فصل: قال الزمخشري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الزمخشري:

سورة التكوير:
مكية.
وآياتها 29.
نزلت بعد المسد.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[التكوير: الآيات 1- 14]

{إِذَا الشَّمْسُ كورت (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكدرت (2) وَإِذَا الْجِبالُ سيرت (3) وَإِذَا الْعِشارُ عطلت (4) وَإِذَا الوحوش حشرت (5) وَإِذَا الْبِحارُ سجرت (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زوجت (7) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قتلت (9) وَإِذَا الصحف نشرت (10) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الجحيم سعرت (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (14)}.
في التكوير وجهان: أن يكون من كورت العمامة إذا لففتها، أى: يلف ضوءها لفا فيذهب انبساطه وانتشاره في الآفاق، وهو عبارة عن إزالتها والذهاب بها، لأنها ما دامت باقية كان ضياؤها منبسطا غير ملفوف. أو يكون لفها عبارة عن رفعها وسترها، لأنّ الثواب إذا أريد رفعه لف وطوى، ونحوه قوله: {يوم نَطْوِي السَّماءَ} وأن يكون من طعنه فجوّره وكوّره: إذا ألقاه، أى: تلقى وتطرح عن فلكها، كما وصفت النجوم بالانكدار.
فإن قلت: ارتفاع الشمس على الابتداء أو الفاعلية؟
قلت: بل على الفاعلية رافعها فعل مضمر يفسره {كورت}، لأنّ (إذا) يطلب الفعل لما فيه من معنى الشرط {انكدرت} انقضت.
قال:
أبصر خربان فضاء فانكدر

ويروى في الشمس والنجوم: أنها تطرح في جهنم ليراها من عبدها، كما قال: {إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}. {سيرت} أي على وجه الأرض وأبعدت. أو سيرت في الجوّ تسيير السحاب كقوله: {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ}. و{العشار} في جمع عشراء، كالنفاس في جمع نفساء: وهي التي أتى على حملها عشرة أشهر، ثم هو اسمها إلى أن تضع لتمام السنة، وهي أنفس ما تكون عند أهلها وأعزها عليهم {عطلت} تركت مسيبة مهملة. وقيل: عطلها أهلها عن الحلب والصر، لاشتغالهم بأنفسهم.
وقرئ: {عطلت}، بالتخفيف {حشرت} جمعت من كل ناحية.
قال قتادة: يحشر كل شيء حتى الذباب للقصاص.
وقيل: إذا قضى بينها ردّت ترابا فلا يبقى منها إلا ما فيه سرور لبنى آدم وإعجاب بصورته، كالطاوس ونحوه.
وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما: حشرها موتها.
يقال: إذا أجحفت السنة بالناس وأموالهم حشرتهم السنة. وقرئ: {حشرت}، بالتشديد {سجرت} قرئ بالتخفيف والتشديد، من سجر التنور: إذا ملأه بالحطب، أى: ملئت وفجر بعضها إلى بعض حتى تعود مجرا واحدا.
وقيل: ملئت نيرانا تضطرم لتعذيب أهل النار.
وعن الحسن:
يذهب ماؤها فلا تبقى فيها قطرة زوجت قرنت كل نفس بشكلها.
وقيل: قرنت الأرواح بالأجساد. وقيل بكتبها وأعمالها.
وعن الحسن: هو كقوله: {وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً} وقيل: نفوس المؤمنين بالحور، ونفوس الكافرين بالشياطين. وأد يئد مقلوب من آد يئود: إذا أثقل.
قال الله تعالى: {وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما} لأنه إثقال بالتراب: كان الرجل إذا ولدت له بنت فأراد أن يستحييها: ألبسها جبة من صوف أو شعر ترعى له الإبل والغنم في البادية، وإن أراد قتلها تركها حتى إذا كانت سداسية فيقول لأمها: طيبيها وزينيها، حتى أذهب بها إلى أحمائها، وقد حفر لها بئرا في الصحراء، فيبلغ بها البئر فيقول لها: انظري فيها، ثم يدفعها من خلفها ويهيل عليها، حتى تستوي البئر بالأرض.
وقيل: كانت الحامل إذا أقربت حفرت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة، فإذا ولدت بنتا رمت بها في الحفرة، وإن ولدت ابنا حبسته.
فإن قلت:
ما حملهم على وأد البنات؟
قلت: الخوف من لحوق العار بهم من أجلهنّ. أو الخوف من الإملاق، كما قال الله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ} وكانوا يقولون: إن الملائكة بنات اللّه، فألحقوا البنات به، فهو أحق بهنّ. وصعصعة بن ناجية ممن منع الوأد، فبه افتخر الفرزدق في قوله:
ومنّا الذي منع الوائدات ** فأحيا الوئيد فلم توأد

فإن قلت: فما معنى سؤال الموؤدة عن ذنبها الذي قتلت به، وهلا سئل الوائد عن موجب قتله لها؟
قلت: سؤالها وجوابها تبكيت لقاتلها نحو التبكيت في قوله تعالى لعيسى {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ...} إلى قوله... {سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقول ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} وقرئ: {سألت}، أى: خاصمت عن نفسها، وسألت اللّه أو قاتلها، وإنما قيل {قتلت} بناء على أن الكلام إخبار عنها، ولو حكى ما خوطبت به حين سئلت. فقيل: {قتلت}. أو كلامها حين سئلت لقيل: {قتلت}. وقرأ ابن عباس رضي اللّه عنهما: {قتلت}، على الحكاية. وقرئ: {قتلت}، بالتشديد. وفيه دليل بين على أن أطفال المشركين لا يعذبون، وعلى أن التعذيب لا يستحق إلا بالذنب، وإذا بكت اللّه الكافر ببراءة الموؤدة من الذنب: فما أقبح به، وهو الذي لا يظلم مثقال ذرّة أن يكرّ عليها بعد هذا التبكيت فيفعل بها ما تنسى عنده فعل المبكت من العذاب الشديد السرمد.
وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه سئل عن ذلك، فاحتجّ بهذه الآية {نشرت} قرئ بالتخفيف والتشديد، يريد: صحف الأعمال تطوى صحيفة الإنسان عند موته، ثم تنشر إذا حوسب. عن قتادة: صحيفتك يا ابن آدم تطوى على عملك، ثم تنشر يوم القيامة، فلينظر رجل ما يملى في صحيفته.
وعن عمر رضي اللّه عنه أنه كان إذا قرأها قال: إليك يساق الأمر يا ابن آدم.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يحشر الناس عراة حفاة فقالت أمّ سلمة: كيف بالنساء؟ فقال: شغل الناس يا أمّ سلمة. قالت: وما شغلهم؟ قال: نشر الصحف فيها مثاقيل الذرّ ومثاقيل الخردل» ويجوز أن يراد: نشرت بين أصحابها، أي فرقت بينهم.
وعن مرثد بن وداعة: إذا كان يوم القيامة تطايرت الصحف من تحت العرش، فتقع صحيفة المؤمن في يده في جنة عالية، وتقع صحيفة الكافر في يده في سموم وحميم أي مكتوب فيها ذلك، وهي صحف غير صحف الأعمال {كُشِطَتْ} كشفت وأزيلت، كما يكشط الإهاب عن الذبيحة، والغطاء عن الشيء. وقرأ ابن مسعود: {قشطت}. واعتقاب الكاف والقاف كثير. يقال: لبكت الثريد ولبقته، والكافور والقافور {سعرت} أوقدت إيقادا شديدا. وقرئ: {سعرت} بالتشديد للمبالغة. قيل: سعرها عضب اللّه تعالى وخطايا بنى آدم {أُزْلِفَتْ} أدنيت من المتقين، كقوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} قيل: هذه اثنتا عشرة خصلة. ست منها في الدنيا، وست في الآخرة.
و{عَلِمَتْ}: هو عامل النصب في {إِذَا الشَّمْسُ كورت} وفيما عطف عليه.
فإن قلت: كل نفس تعلم ما أحضرت، كقوله: {يوم تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً} لا نفس واحدة. فما معنى قوله: {عَلِمَتْ نَفْسٌ}؟
قلت: هو من عكس كلامهم الذي يقصدون به الإفراط فيما بعكس عنه. ومنه قوله عز وجل: {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ} ومعناه: معنى كم وأبلغ منه. وقول القائل:
قد أترك القرن مصفرّا أنامله

وتقول لبعض قوّاد العساكر: كم عندك من الفرسان؟ فيقول: رب فارس عندي. أولا تعدم عندي فارسا، وعنده المقانب، وقصده بذلك التمادي في تكثير فرسانه، ولكنه أراد إظهار براءته من التزيد، وأنه ممن يقلل كثير ما عنده، فضلا أن يتزيد، فجاء بلفظ التقليل، ففهم منه معنى الكثرة على الصحة واليقين.
وعن ابن مسعود رضي اللّه عنه أنّ قارئا قرأها عنده، فلما بلغ {عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ} قال: وانقطاع ظهرياه.

.[التكوير: الآيات 15- 18]

{فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الجوار الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18)}.
{بِالْخُنَّسِ} الرواجع، بينا ترى النجم في آخر البرج إذ كرّ راجعا إلى أوله. والجوار السيارة. و{الْكُنَّسِ} الغيب من كنس الوحشي: إذا دخل كناسه. قيل: هي الدراري الخمسة: بهرام، وزحل، وعطارد، والزهرة، والمشترى: تجرى مع الشمس والقمر، وترجع حتى تخفى تحت ضوء الشمس، فخنوسها رجوعها: وكنوسها: اختفاؤها تحت ضوء الشمس.
وقيل: هي جميع الكواكب، تخنس بالنهار فتغيب عن العيون، وتكنس بالليل: أي تطلع في أماكنها، كالوحش في كنسها. عسعس الليل وسعسع: إذا أدبر.
قال العجاج:
حتّى إذا الصّبح لها تنفّسا ** وانجاب عنها ليلها وعسعسا

وقيل: عسعس: إذا أقبل ظلامه.
فإن قلت: ما معنى تنفس الصبح؟
قلت: إذا أقبل الصبح:
أقبل بإقباله روح ونسيم، فجعل ذلك نفسا له على المجاز.
وقيل: تنفس الصبح.

.[التكوير: الآيات 19- 21]

{إِنَّهُ لَقول رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)}.
إِنَّهُ الضمير للقرآن لَقول رَسُولٍ كَرِيمٍ هو جبريل صلوات اللّه عليه ذِي قُوَّةٍ وأما قوله ذِي قُوَّةٍ فليس محل الخلاف، إذ لا نزاع في أن لجبريل عليه السلام فضل القوة الجسمية ومن يقتلع المدائن بريشة من جناحه، لا مراء في فضل قوته على قوة البشر. وقد قيل هذا في تفسير قوله ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى وقوله عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ فقد ثبت طاعة الملائكة أيضا لنبينا صلى الله عليه وسلم، ورد أن جبريل عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن اللّه يقرئك السلام، وقد أمر ملك الجبال أن يطيعك عند ما آذته قريش فسلم عليه الملك وقال: إن أمرتنى أن أطبق عليهم الأخشبين فعلت، فصبر النبي صلى الله عليه وسلم واحتسب.
وأعظم من ذلك وأشرف: مقامه المحمود في الشفاعة الكبرى يوم لا يتقدمه أحد، إذ يقول اللّه تعالى له: «ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع». وأما أمين فقد قال وهو الصادق المصدوق: واللّه إنى لأمين في الأرض أمين في السماء، وحسبك قوله: {وما هو على الغيب بظنين}. إن قرأته بالظاء فمعناه أنه صلى الله عليه وسلم أمين على الغيب غير متهم، وإن قرأته بالضاد رجع إلى الكرم، فكيف يذهب إلى التفضيل بالنعوت المشتركة بين الفاضل والمفضول سواء، وما لي مباحثة في أصل المسألة، ولكن الرد عليه في خطئه على كل قول يتعين، وإلا فالمسئلة في غير هذا الكتاب. فنسأل اللّه أن يثبتنا على الايمان به وبملائكته وكتبه ورسله، وعلى القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يعمر قلوبنا بحبهم، وأن يجعل توسلنا إليه بهم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
كقوله تعالى: {شَدِيدُ الْقُوى ذُو مِرَّةٍ} لما كانت حال المكانة على حسب حال الممكن، قال: {عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ} ليدل على عظم منزلته ومكانته {ثَمَّ} إشارة إلى الظرف المذكور، أعنى: عند ذى العرش، على أنه عند اللّه مطاع في ملائكته المقرّبين يصدرون عن أمره ويرجعون إلى رأيه. وقرئ: {ثم}، تعظيما للأمانة، وبيانا لأنها أفضل صفاته المعدودة.

.[التكوير: آية 22]

{وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)}.
{وَما صاحِبُكُمْ} يعنى: محمدا صلى الله عليه وسلم {بِمَجْنُونٍ} كما تبهته الكفرة، وناهيك بهذا دليلا على جلالة مكان جبريل عليه السلام وفضله على الملائكة، ومباينة منزلته أفضل الإنس محمد صلى الله عليه وسلم: إذا وازنت بين الذكرين حين قرن بينهما، وقايست بين قوله: {إِنَّهُ لَقول رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} وبين قوله: {وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}.

.[التكوير: الآيات 23- 25]

{وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَما هُوَ على الغيب بضنين (24) وَما هُوَ بِقول شَيْطانٍ رَجِيمٍ (25)}.
{وَلَقَدْ رَآهُ} ولقد رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جبريل {بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} بمطلع الشمس الأعلى {وَما هُوَ} وما محمد على ما يخبر به من الغيب من رؤية جبريل والوحى إليه وغير ذلك {بضنين} بمتهم من الظنة وهي التهمة. وقرئ: {بضنين}، من الضنّ وهو البخل أى: لا يبخل بالوحي فيزوى بعضه غير مبلغه، أو يسأل تعليمه فلا يعلمه، وهو في مصحف عبد اللّه بالظاء، وفي مصحف أبىّ بالضاد. وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما.
وإتقان الفصل بين الضاد والظاء: واجب. ومعرفة مخرجيهما مما لابد منه للقارئ، فإنّ أكثر العجم لا يفرّقون بين الحرفين، وإن فرقوا ففرقا غير صواب، وبينهما بون بعيد، فإن مخرج الضاد من أصل حافة اللسان وما يليها من الأضراس من يمين اللسان أو يساره، وكان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أضبط يعمل بكلتا يديه، وكان يخرج الضاد من جانبي لسانه، وهي أحد الأحرف الشجرية أخت الجيم والشين، وأما الظاء فمخرجها من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا، وهي أحد الأحرف الذولقية أخت الذال والثاء. ولو استوى الحرفان لما ثبتت في هذه الكلمة قراءتان اثنتان واختلاف بين جبلين من جبال العلم والقراءة، ولما اختلف المعنى والاشتقاق والتركيب فإن قلت: فإن وضع المصلى أحد الحرفين مكان صاحبه.
قلت: هو كواضع الذال مكان الجيم، والثاء مكان الشين، لأن التفاوت بين الضاد والظاء كالتفاوت بين أخواتهما {وَما هُوَ} وما القرآن {بِقول شَيْطانٍ رَجِيمٍ} أي بقول بعض المسترقة للسمع، وبوحيهم إلى أوليائهم من الكينة.